يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي طفرة غير مسبوقة في تطوير البنية التحتية اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، مع ضخ مئات المليارات من الدولارات من قبل كبرى الشركات، وسط تحذيرات متزايدة من الضغط الهائل على شبكات الكهرباء والتأثيرات البيئية المحتملة.

قدّر الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، أن حجم الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد يتجاوز 4 تريليونات دولار بحلول نهاية العقد، مع دخول شركات مثل مايكروسوفت، أوراكل، غوغل، ميتا، وأوبن إيه آي في صفقات ضخمة غير مسبوقة.

انطلقت شرارة هذه الطفرة الاستثمارية عام 2019، عندما استثمرت مايكروسوفت مليار دولار في OpenAI، مقابل الحصول على الحق في أن تكون المزود السحابي الحصري للمنظمة.

لاحقًا، ارتفع حجم الاستثمار إلى نحو 14 مليار دولار، قبل إنهاء الشراكة الحصرية هذا العام مع احتفاظ مايكروسوفت بحق الأولوية في بعض المشاريع.

وفي يونيو الماضي، أعلنت أوراكل عن صفقة خدمات سحابية بقيمة 30 مليار دولار مع OpenAI، تلتها في سبتمبر اتفاقية ضخمة بقيمة 300 مليار دولار تمتد لخمس سنوات، ما رفع قيمة أسهم الشركة بشكل قياسي وجعل مؤسسها لاري إليسون يتصدر قائمة أغنى رجال العالم لفترة وجيزة.

من جانبها، تخطط ميتا لإنفاق 600 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بحلول 2028، بما في ذلك مشروع مركز بيانات هايبريون في لويزيانا بتكلفة 10 مليارات دولار، قادر على توفير 5 غيغاواط من طاقة الحوسبة، مع اعتماد جزئي على محطة طاقة نووية.

كما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن مشروع مشترك مع سوفت بنك، أوراكل، وأوبن إيه آي تحت اسم ستارغيت، بكلفة 500 مليار دولار لإنشاء أكبر شبكة مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي في التاريخ، مع توقع اكتمال 8 مراكز في تكساس بحلول 2026.

رغم هذه الاستثمارات الهائلة، يثير السباق نحو الذكاء الاصطناعي قلقًا متزايدًا بشأن استهلاك الطاقة الضخم والانبعاثات البيئية الناتجة عن بعض مراكز البيانات، مثل مشروع xAI لإيلون ماسك، الذي تعرض لانتقادات حادة حول المخاطر البيئية المرتبطة به.

م.ال

اضف تعليق