شهدت الولايات المتحدة أول انتخابات رئيسية منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث حقق الحزب الديمقراطي انتصارات لافتة في ثلاث ولايات رئيسية، ما منحه دفعة سياسية قوية قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.

ففي نيويورك، فاز زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، بمنصب رئيس بلدية المدينة ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في أكبر مدينة أميركية، متفوقاً على الحاكم الديمقراطي السابق آندرو كومو الذي خاض السباق كمستقل.

ويُعد فوز ممداني تتويجاً لصعود سياسي سريع من نائب مغمور إلى أحد أبرز الوجوه التقدمية في الحزب الديمقراطي.

كما فازت الديمقراطيتان أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل بمنصبي حاكمي ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، متقدمتين بفارق مريح على منافسيهما الجمهوريين، في نتيجة وُصفت بأنها صفعة مبكرة للجمهوريين وإشارة إلى مخاوف من تراجع تأثير ترامب الانتخابي.

وركّز المرشحون الديمقراطيون الثلاثة في حملاتهم على القضايا الاقتصادية ومعيشة المواطنين، في حين مثّل ممداني التيار التقدمي في الحزب داعياً إلى فرض ضرائب على الشركات والأثرياء لتمويل خدمات عامة مثل النقل والرعاية المجانية للأطفال، ما أثار قلق الأوساط المالية في وول ستريت.

من جانبه، وصف ترامب ممداني بأنه "شيوعي"، متوعداً بقطع التمويل عن نيويورك، كما أرجع خسائر حزبه إلى غيابه عن بطاقات الاقتراع وإلى "الإغلاق الحكومي المستمر"، بحسب منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي تطور آخر، وافق الناخبون في كاليفورنيا على منح المشرعين الديمقراطيين سلطة إعادة رسم الدوائر الانتخابية، وهو قرار قد يعزز فرص الحزب في السيطرة على مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي عام 2026، في وقت لا يزال فيه الجدل محتدماً حول نزاهة الانتخابات بعد مزاعم ترامب المتكررة بشأن "تزوير الأصوات" دون تقديم أدلة.

ويرى مراقبون أن نتائج الثلاثاء تمثل مؤشراً سياسياً مبكراً على المزاج الشعبي في عهد ترامب الثاني، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقطاب الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين مع اقتراب معركة الكونغرس المقبلة.

م.ال

اضف تعليق