أكد عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، أن الوكالة لم تتمكن حتى الآن من إدخال أي إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة، رغم مرور عدة أيام على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، محذراً من أن استبعاد الأونروا من الجهود الإغاثية يعني "انهيار العملية الإنسانية بالكامل".

وقال أبو حسنة، في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة من القاهرة، إن "إسرائيل لم تسمح للأونروا بإدخال أي من المساعدات الغذائية وغير الغذائية التي تضمها ستة آلاف شاحنة تنتظر على أبواب القطاع"، موضحاً أن هذه الشاحنات تحتوي على مواد تكفي سكان غزة لمدة ثلاثة أشهر، وتشمل أغطية وخياماً وأدوية ومواد غذائية أساسية.

وأضاف، أن "الحرب توقفت، لكن المعاناة مستمرة، إذ لا يزال الوضع الإنساني في القطاع خطيراً للغاية"، مشيراً إلى أن الوكالة لم تتمكن من إدخال المساعدات منذ 2 آذار/ مارس الماضي، أي منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وأوضح، أن الأونروا تضم نحو 12 ألف موظف داخل القطاع، من بينهم ثمانية آلاف مدرس، يعملون في مجالات التعليم والصحة والدعم النفسي، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية.

وبيّن، أن عدد الزيارات الطبية في عيادات الأونروا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تجاوز عشرة ملايين زيارة، فيما تم تقديم أكثر من 800 ألف استشارة نفسية.

وكشف أبو حسنة أن نحو 90% من منشآت الأونروا دُمّرت أو تضررت بشدة، بينما قُتل 370 من موظفيها، مؤكداً أن "إسرائيل منعت توزيع المواد الغذائية رغم جاهزية الوكالة اللوجستية وثقة الفلسطينيين بها".

وأشار إلى، أن استمرار الحظر الإسرائيلي على دخول المساعدات سيؤدي إلى "فوضى إنسانية وانهيار كامل لعملية الإغاثة"، مضيفاً أن "الأونروا هي العمود الفقري للعمل الإنساني في غزة، واستبعادها يعني فقدان الثقة لدى السكان".

وفي ما يتعلق بالدعم الدولي، أوضح، أن "الولايات المتحدة والسويد" أوقفتا تمويل الأونروا، فيما تراجع الدعم العربي من 190 مليون دولار العام الماضي إلى 14 مليون دولار فقط هذا العام، مشدداً على أن الوكالة بحاجة إلى 200 مليون دولار لتغطية الرواتب والخدمات حتى نهاية العام الجاري في مناطق عملياتها الخمس.

وختم أبو حسنة حديثه بالتأكيد على، أن "المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومصر وقطر وتركيا والسعودية والأردن، يدرك أن بقاء الأونروا ضرورة إنسانية وإقليمية"، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمفوض العام للوكالة يجريان اتصالات مكثفة للضغط من أجل إدخال المساعدات إلى غزة والسماح بعودة موظفيها الدوليين.


م.ال

اضف تعليق