في أول اتصال هاتفي رسمي له مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس إلى إلغاء جميع الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية المتصاعدة بين الجانبين.
وقال ميرتس خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا: "أوضحت للرئيس ترامب أن تصعيد النزاع الجمركي ليس في مصلحة أي طرف، والحل الأمثل هو إلغاء الرسوم بالكامل، على كل السلع، وبشكل متبادل".
وأضاف:"وجهة نظري كانت ولا تزال أن مثل هذا النزاع لن يؤدي إلا إلى الإضرار بجميع الأطراف، ولن يحقق مكاسب لأي من الجانبين".
الاتصال، الذي جرى مساء أمس الخميس، جاء بعد يومين فقط من تولي ميرتس مهامه رسمياً في برلين، وشهد توجيه دعوات متبادلة لزيارة كل من واشنطن وبرلين، في إشارة إلى وجود رغبة دبلوماسية في احتواء الخلاف.
ويأتي ذلك في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين، بعد أن فرضت الإدارة الأميركية رسوماً جمركية شاملة بنسبة 10% على الواردات، مهددة بإجراءات إضافية، ما أثار قلقاً واسعاً في الأسواق الأوروبية والعالمية.
وفي رد فعل أولي، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها بصدد تقديم شكوى رسمية ضد الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية، معتبرة أن الإجراءات الأميركية "تنتهك قواعد النظام التجاري الدولي".
وجاء في بيان للمفوضية: "هدفنا هو التأكيد على التزامنا بالنظام التجاري القائم على القواعد، ولا يمكن لأي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، أن تتجاوز هذه القواعد بشكل أحادي".
بالتوازي مع ذلك، أطلقت المفوضية مشاورات عامة بشأن قائمة من المنتجات الأميركية التي قد تُدرج ضمن تدابير جمركية مضادة في حال عدم التوصل إلى حل خلال المفاوضات الجارية مع واشنطن.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين قد طرحت سابقاً مقترحاً للتوصل إلى اتفاق تجاري متكافئ يقوم على إلغاء الرسوم الجمركية بين الطرفين، غير أن التصعيد الأميركي الأخير أعاد الملف إلى نقطة التوتر.
وبينما يتطلع الأوروبيون إلى خفض التصعيد، تبقى الخيارات كافة مطروحة على طاولة التفاوض، وسط قلق متزايد من تداعيات اقتصادية أوسع في حال فشل الطرفان في التوصل إلى تسوية شاملة.
م.ال
اضف تعليق