ترأس نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بالتعاون مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الاجتماع الوزاري السادس لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب، الذي انعقد الأربعاء في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من وزراء خارجية وعدل وممثلين عن الهيئات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وأكد حسين في كلمته، أن "موقف العراق ثابت في دعم ضحايا الإرهاب وتحقيق العدالة لهم"، مشيراً إلى أن بغداد كانت منذ تأسيس المجموعة عام 2019 في طليعة الجهود الدولية بهذا الملف، مع إدراج مكافحة الإرهاب ضمن أولويات السياسة الوطنية والخارجية، تماشياً مع الدستور العراقي لعام 2005.
وكشف الوزير عن أن العراق بصدد إعداد استراتيجيته الوطنية الجديدة لمكافحة الإرهاب للفترة 2026-2030، بما يتماشى مع الاستراتيجية العالمية للأمم المتحدة، مؤكداً أن هذه الخطة ستعتمد نهجاً شاملاً يشمل مواجهة الفكر المتطرف وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، فضلاً عن ملاحقة الجرائم المرتبطة به مثل الجريمة المنظمة.
وأشار حسين إلى، أن بغداد تعمل على معالجة آثار الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد مختلف المكونات العراقية، وبينها الجرائم التي استهدفت الإيزيديين، مؤكداً استمرار المساعي لنيل اعتراف دولي بهذه الانتهاكات كجرائم إبادة جماعية، إلى جانب متابعة ملفات المفقودين وإعادة المختطفين وضمان محاسبة المسؤولين عنها.
وأضاف، أن العراق "يواصل جهوده لإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة وتوفير الظروف لعودة النازحين"، مبرزاً أن مكافحة الإرهاب "لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل تشمل التنمية وإعادة الإعمار وتعزيز كرامة الإنسان".
وجدد حسين دعوته لتكثيف التعاون الدولي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز التنسيق الأمني والاستخباري، مشيراً إلى أن العراق قدّم مساهمة مالية طوعية لبرنامج الأمم المتحدة الخاص بدعم ضحايا الإرهاب، داعياً الدول الأعضاء إلى مبادرات مماثلة.
وثمّن وزير الخارجية العراقي دور مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وبرامجه في العراق، لاسيما مشروع إنشاء مركز وطني لمكافحة الإرهاب، وبرامج دعم الضحايا في إطار العدالة الجنائية بتمويل هولندي، والتي تسهم في تمكين المتضررين نفسياً وقانونياً.
واختتم حسين كلمته بالإعلان عن استعداد بغداد لاستضافة المؤتمر الدولي القادم لضحايا الإرهاب عام 2026، مؤكداً التزام العراق بمواصلة دوره كشريك أساسي في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، والعمل على بناء مستقبل أكثر عدلاً وأمناً واستقراراً لجميع الشعوب.
م.ال
اضف تعليق