بغداد/ سوزان الشمري

عبوات ناسفة ورأس لعبة ملطخ بالدماء، سكائر ومواد تجميل، تلك ليست أدوات معركة حربية أو عناوين ترويجية، وإنما قرطاسية من (أقلام وممحاة، ودفاتر مدرسية )، انتشرت مؤخراً في الأسواق بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، هي وبحسب مراقبون رسائل موجهة بأهداف مبطنة لتحريض الأطفال على العنف، فمن يقف وراءها؟

ناشطون مدنيون التفتوا لهذه الظاهرة ونظموا حملات توعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأطلقوا خلالها هاشتاك حمل عنوان #أبعدوا_الأسلحة_عن_التعليم.

فيما طالب تربويون وزارة التربية بتحمل مسؤولياتها والتنسيق مع الجهات الحكومية المتمثلة بوزارة الداخلية لمواجهة أي عوامل هدم قد تؤثر على سلوكيات أبناء المجتمع ونشأتهم.

تقول التربوية حليمة الجبوري أن "انتشار قرطاسية مدرسية محرضة على العنف بعد انتشار العاب بهذا الأسلوب أشارة إلى وجود حملة منظمة تستهدف بث مظاهر العنف واسالبيه بين الأطفال لكن من يقف وراءها ؟".

تجيب حليمه على تساؤلها، مؤكدة بأن "خلايا داعش وفكره التكفيري لا تزال موجودة وتستهدف تهديم بنية الطفل، وقتل براءته وهو ما يستدعي الحكومة لتحمل مسؤولياتها في حماية المجتمع وقطع دابر الفتنة فهي حرب لا تقل ضراوة عن أي معركة عسكرية ".

المتجول بشارع المتنبي حيث سوق السراي لتجارة المستلزمات المدرسية والقرطاسية يشاهد أشكال غريبة، ورسومات مخيفة لحقائب، ودفاتر وأغلفة للكتب، ناهيك عن علب أدوات الرسم او الأقلام فهي أما عبوة ناسفة أو رأس مقطع ملطخ بالدماء، ولكي نكون منصفين فهناك من الأشكال والرسوم تداعب روح الطفل وبراءته من ورود وفراشات وألوان جميلة.

أولياء الأمور باتوا بين شد وجذب في التعامل مع أبناءهم الذين تستهويهم الإشكال الغريبة للقرطاسية الأمر الذي دعا بعضهم إلى مطالبة إدارات المدارس بتوحيد الحقائب وإشكالها تحت أشرافهم خاصة الحكومية منها.

أمير الكلابي أب لثلاثة أطفال أصغرهم في المرحلة الابتدائية، يرى أن "المسؤولية في هذا الأمر تقع في الأساس على أولياء الأمور، ومدى مراقبتهم لكل ما يتعلق بأبنائهم من كافة النواحي السلوكية واختيارهم لمتعلقاتهم الشخصية ومنها اختيار الحقائب والتي تعكس بشكل كبير ميولهم وسلوكياتهم.

فيما طالبت السيدة نرجس العبيدي وزارة التربية بتوجيه إدارات المدارس على أعداد نموذج موحد تختار هي اللون والشكل لكل مدرسة وعلى وجه الخصوص الحكومي منها.

وتضيف العبيدي لـوكالة النبأ للإخبار أنها "تدخل في صراع غير مجدي" مع أبناءها الثلاثة في اختيار القرطاسية بإشكال وألوان مهذبة تليق بطفولتهم، الأمر الذي يضطرها إلى طلب مساعدة مدارسهم أو إدارة المدرسة فهم أكثر التزاماً بتعليماتهم.

ناشطون أكدوا عبر استطلاعات وبيانات أجرتها منظمات مجتمع اتساع ظاهرة العنف في المدارس وتناقلها بين اغلب المدارس العراقية ( البنين والبنات)، معتبرين أن دخول قرطاسية محرضة على العنف طامة كبرى تستهدف الجيل الجديد الأمر الذي استدعى لإطلاق هاشتاك انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حمل عنوان (ابعدوا الأسلحة عن التعليم )

تقول الناشطة المدينة في مجال السلم والتعايش المجتمعي بسمة الاوقاتي أن "ظاهرة العنف تتناقل بين مدارس العراق من خلال ألفاظ بذيئة وشتائم والاعتداء بالضرب على الآخرين يحدث غالباً خارج المدرسة، حيث تستخدم فيها العصي والسكاكين والآلات الحادة، وتأخذ الخلافات طابع التعصب للأقران أو النسيج الاجتماعي القبلي".

وتشير الاوقاتي خلال حديثها لـوكالة النبأ للأخبار، أن "أكثر أنواع العنف انتشاراً في المدارس هو العنف اللفظي بنسبة بلغت 70 %، يليه العنف الجسدي الذي يتراوح بين 30 – 40 %، ثم الإهمال بنسبة بلغت 35 %، وأخيراً العنف الجنسي بنسبة 10 %".

من جهته لم يستبعد الخبير الأمني إبراهيم بشارة، وجود أيادي داعشية تستهدف الجيل الجديد عبر دس السم في العسل والقرطاسية المدرسية نموذج لذلك.

ويضيف بشارة، ان "فكر داعش الإجرامي لازال يستهدف الأجيال الجديدة وخسارته معارك الموصل جعله يمارس خطط تكتيكية جديدة من خلال خلاياه النائمة والتي هي بالحقيقة ليست نائمة وإنما تمارس دور تهديمي منظم".

يشار إلى أن سيطرة تنظيم داعش لمناطق عديدة بالعراق حرمت أطفاله من حقهم في التعلم، بسبب اجبار اطفال تلك المناطق على الالتحاق بمدارسه الخاصة التي تحث على العنف والتطرف، وتعلم استخدام السلاح وأساليب القتل، بدل تعلم القراءة والكتابة، اذ عوض عن الزهور والثمار، الأسلحة والدبابات والبنادق، فكان الأطفال يتعلمون الحساب والعد باستعمال الأسلحة عوضًا عن الفواكه او حبات البقوليات ويكافئهم بلعب عسكرية.انتهى/س

اضف تعليق