اعتبر مراقبون ومدوّنون، انّ زيارة القنصل الأمريكي في البصرة السبت (12‏ آذار‏ 2016) لجرحى الحشد الشعبي الراقدين في المستشفى، تحمل دلالات عميقة تتجسّد في ان مقاتلي الحشد الشعبي فرضوا احترامهم على الجميع ومن ضمنها الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة.

وتكتسب زيارة القنصل الأمريكي، هذه أهمية خاصة في هذا الوقت الذي تتعرض فيه الفصائل المقاتلة ضد الإرهاب والعدوان في العراق ولبنان وسوريا الى هجمة شرسة من قبل دول خليجية وعلى راسها السعودية.

وتبدو الزيارة في توقيتها، ردا على من يتّهم الحشد بالإرهاب والدول التي تحاول تصعيد الراي العام ضد ابناء الحشد وتضحياتهم لاسيما وان القنصل الأمريكي قال ان الحشد هم أبناء الجنوب وأبناء العراق.

وبحسب مصادر عراقية فان هذه هي الزيارة هي الأولى من نوعها من قبل مسؤول أمريكي.

واعلن القنصل الأمريكي ستيف ووكر خلال زيارته، ان حكومة بلاده تشيد بما قدمه الحشد الشعبي من مساهمة مع قوات الجيش العراقي في تحرير بعض المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي.

كمال قال ووكر في تصريحات ادلى بها لوسائل الاعلام أثناء الزيارة والتي شملت عددا من جرحى الحشد الراقدين في مستشفى "الصدر" التعليمي إن داعش الارهابي سيخسر الحرب لسببين الأول يتعلق بشجاعة قوات الجيش والحشد الشعبي والسبب الآخر يعود إلى مساهمة الولايات المتحدة ودعمها للعراق في حربه ضد الإرهاب.

 وبيّن ان الحشد الشعبي مؤسسة تعمل تحت قيادة رئيس الوزراء والولايات المتحدة وتدعم القوات الرسمية التي هي تتبع للحكومة.

و قال المحلل والكاتب السياسي البصري رشيد الفهد في احاديث لوسائل الاعلام، ان زيارة القنصل لجرحى الحشد هي رسالة واضحة تشير إلى وقوف الولايات المتحدة ومساندتها للحشد.

واضاف أن التغيّر في الموقف الأمريكي جاء بعد سلسلة هجمات وصفها بالوحشية قام بها تنظيم داعش على المواطنين وآخرها استخدام ذلك التنظيم الأسلحة الكيماوية في منطقة تازة.

وقال الإعلامي نجاح محمد على صفحته التفاعلية في "فيسبوك" ان القنصل الأمريكي في ‏البصرة زار جرحى ‏الحشد الشعبي وأبلغهم: الشعبان والقيادتان العراقية والأمريكية فخوران ببطولاتكم

واعتبر الناشط السياسي على مارد ان المغزى السياسي لزيارة القنصل الأمريكي لجرحى الحشد وإشادته بهم، هو ان امريكا تعد الحشد الشعبي قوة امنيه وقانونية، فلا يمكن لدبلوماسي أمريكيا ان يزور جماعة "إرهابية"، وان الموقف الأمريكي يخالف تماما الأصوات الخليجية كالسعودية والأمارات اللتين تعدان الحشد مثل داعش والنصرة.

كما يعارض مواقف بعض العراقيين "السنّة" الذين يعدون الحشد "ميليشيات" مسلحة. كما ان هذا الموقف يؤيد الدعم الايراني للحشد الشعبي في محاربة داعش.

اضف تعليق