في تطور طبي مذهل، نجح العلماء أخيرا في جعل الدم "شفافا" أمام أعين الجراحين أثناء العمليات الجراحية.
وهذا الإنجاز الرائد جاء عبر تقنية جديدة تسمى "هيمولوسينس" (HemoLucence)، طورتها شركة Ocutrx Technologies، والتي قد تغير مستقبل الجراحة كما نعرفه.
وتعتمد هذه التقنية الثورية على مزيج مبتكر من الذكاء الاصطناعي والفيزياء الحاسوبية المتطورة.
وأثناء العملية، يقوم النظام بتحليل سلوك الضوء عندما يمر عبر الدم، ثم يستخدم خوارزميات معقدة لإعادة بناء صورة واضحة للأنسجة الموجودة تحته.
وكل هذا يحدث في الوقت الفعلي، دون الحاجة إلى تلك الطرق التقليدية المزعجة مثل شفط الدم أو غسله المتكرر، ما يوفر وقتا ثمينا وينقذ حياة المرضى.
وما يجعل هذا الابتكار أكثر إثارة هو مدى فعاليته. ففي الاختبارات الأولية، تمكن النظام من الرؤية عبر طبقة دم بسمك نصف بوصة تقريبا، مع توقعات بأن تتحسن هذه القدرة قريبا لتصل إلى بوصة كاملة. وهذا يعني أن الجراحين سيتمكنون قريبا من إجراء عمليات معقدة مثل جراحات المخ والعمود الفقري برؤية أوضح ودقة أعلى من أي وقت مضى.
ووصف الدكتور ليونيل هانت، وهو جراح مخ وأعصاب مرموق، هذه التقنية بأنها "تقدم طبقة جديدة كاملة من الأمان الجراحي"، بينما أشاد الدكتور روبرت لويس، أخصائي جراحة الأورام الدماغية، بها باعتبارها "قفزة نوعية ستجعل العمليات الجراحية أكثر أمانا وسلاسة".
وتم الكشف عن هذه التقنية عنها رسميا خلال فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، حيث أثارت دهشة الحضور. لكن الطريق ما يزال طويلا قبل أن تصبح متاحة في جميع المستشفيات. فالتجارب السريرية المقرر بدؤها قريبا ستحدد مدى فعاليتها وسلامتها في ظروف العمليات الحقيقية.
ع.ع
اضف تعليق