في تصعيد جديد يُنذر بتداعيات واسعة على الاقتصاد العالمي، أكدت الصين عزمها على "القتال حتى النهاية" في مواجهة الإجراءات الأمريكية التصعيدية، بعدما رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 125%، بدعوى "عدم احترام بكين لقواعد الأسواق العالمية".

وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، وفي اتصال مع مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، حذّر من أن ما وصفه بـ"الحمائية الأمريكية" لن يحقق مكاسب لأي طرف، مشدّدًا على أن بلاده تفضّل تسوية الخلافات بالحوار، لكنها لن تتراجع أمام الضغوط.

وقال: "إذا أصرت واشنطن على موقفها، فستقاتل الصين حتى النهاية".

تصعيد متبادل وضربة لمنظمة التجارة العالمية

الرد الصيني لم يتأخر، إذ أعلنت بكين رفع تعريفاتها الجمركية الإضافية على السلع الأمريكية إلى 84%، في خطوة تؤكد إصرارها على الرد بالمثل، في معركة اقتصادية لم تعد مقتصرة على الرسوم، بل تهدد بنية التجارة الدولية.

وانتقد وانغ هذه السياسات واصفًا إياها بانتهاك صارخ لقواعد منظمة التجارة العالمية، وتقويض صريح لمبادئ النظام التجاري متعدد الأطراف، مضيفًا أن هذه الإجراءات تلحق ضررًا ليس فقط بالصين، بل بجميع الاقتصادات المرتبطة بالسوق الأمريكية أو الصينية.

تحذيرات أمريكية إضافية

وفي تطور لافت، لوّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بإمكانية شطب الشركات الصينية من البورصات الأمريكية، مؤكدًا أن "جميع الخيارات مطروحة"، في إشارة إلى نية واشنطن توسيع نطاق الضغوط الاقتصادية لتشمل الأسواق المالية.

وكان ترامب قد وقّع، في 2 أبريل الجاري، مرسومًا بفرض رسوم "متبادلة" على الواردات من الدول التي تتسبب بعجز في الميزان التجاري الأمريكي، وحدد الحد الأدنى لها بـ10%، على أن ترتفع النسبة بحسب حجم العجز مع كل دولة.

انعكاسات مرتقبة على الأسواق العالمية

الخطوة الأمريكية ورد الفعل الصيني ينذران بدورة جديدة من الحرب التجارية قد تكون الأشرس منذ 2018، مع احتمالات لتباطؤ النمو العالمي، وارتباك في سلاسل التوريد، وارتفاع في تكاليف التصنيع والتجارة العابرة للقارات.

ويخشى المستثمرون من أن تؤدي هذه المواجهة إلى موجة جديدة من التذبذبات في الأسواق المالية، خصوصًا في ظل غياب بوادر تهدئة أو وساطات فاعلة.

م.ال

اضف تعليق