نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تحقيقاً سلطت فيه الضوء على نشاط "حزب الله" اللبناني على مدى أعوام طويلة لاختراق القارة الأوروبية، تارة عبر الاستفادة من الخدمات المصرفية للتهرب من العقوبات، وطوراً عبر استغلال الأسواق وخطوط المواصلات لتأمين مواد أولية لأسلحته وتهريبها إلى لبنان، وفق ما ذكرت.

تكشف الصحيفة الفرنسية كيف أن شبكة تابعة للحزب في أوروبا عملت على تأمين قطع لإنتاج مسيرات عسكرية، التي استعملها في لبنان، وتنطلق في تحقيقها من توجيه القضاء الفرنسي اتهاماً لمشتبه فيه والحكم عليه بالسجن بتهمة "التآمر الإرهابي"، بعد شراء مكونات لطائرات من دون طيار في أوروبا وإرسالها إلى لبنان.

بين صيف عام 2024 والأسبوع الماضي نجحت دول أوروبية في تفكيك شبكة الدعم اللوجيستي للحزب التي نشطت تحديداً في إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. ووفق تحقيق الصحيفة فإن هذه الشبكة كانت مهمتها "شراء المعدات اللازمة لتصنيع الطائرات من دون طيار"، ولفتت إلى أن المعدات التي حصلت عليها الشبكة "كان من الممكن أن تصنع مئات الأجهزة، وربما يصل عددها إلى 1000 جهاز".

الملاحقة بدأت في كتالونيا

ملاحقة هذه الشبكة بدأت في صيف عام 2024 في كتالونيا حينما رصد الحرس المدني عمليات شراء مشبوهة لكميات كبيرة من المواد والمكونات المستخدمة في تصنيع الطائرات من دون طيار، يقوم بها أفراد من أصل لبناني، وكان من المقرر شحن المنتجات التي اشتريت في إسبانيا إلى لبنان.

ومن بين هذه المعدات، وفق "لوفيغارو"، أنظمة توجيه إلكترونية ومراوح دفع وعشرات محركات البنزين، وأكثر من 200 محرك كهربائي، إضافة إلى أطنان من المنتجات المستخدمة في صناعة هياكل الطائرات والأجنحة وأجزاء الطائرات من دون طيار الأخرى.

"حزب الله" من خلال شراء "مواد يمكن تحويلها إلى أسلحة حرب ويمكن استخدامها ضد أهداف مدنية وعسكرية".

هذا وتنقل الصحيفة عن مصدر فرنسي أنه لم تكن لدى هذه الشبكة "أي خطط إرهابية" في أوروبا، إذ إن المخطط كان أن تذهب هذه المعدات إلى لبنان، وكانت هذه المجموعة على

وشك "البدء فوراً في شحن كمية هائلة من المكونات الأساسية لبناء طائرات من دون طيار من طريق البحر إلى لبنان"، وفق التحقيق نفسه. 

عملية "الطائر الأسود" في إسبانيا

وقبل نحو أسبوعين كشفت صحيفة "لا فانغوارديا" الإسبانية عن تنفيذ الحرس المدني الإسباني عملية أمنية لمكافحة الإرهاب ضد متهمين عدة بالانضمام إلى هيكل لوجيستي تابع لـ"حزب الله" في إسبانيا، وقد اعتقل عناصر كانت تسهل توفير قطع غيار لتجميع الطائرات المسيرة، وقد أطلق على هذه العملية اسم "الطائر الأسود"، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها شبكة لوجيستية تابعة للحزب على الأراضي الإسبانية، وفق الصحيفة.

وبحسب المعلومات الأمنية التي نشرتها الصحيفة، فإن اثنين من المعتقلين يحملان الجنسية الإسبانية، إلا أنهم ولدوا جميعاً داخل لبنان، ومن بينهم رئيس التنظيم (ف ع ا) البالغ من العمر 38 سنة، كاشفة عن أن هذه المجموعة نجحت في تصنيع أكثر من 1000 طائرة مسيرة خلال العامين الماضيين، إذ استخدمت ثلاث شركات مقرها برشلونة، تولت شراء المحركات والمراوح وأجزاء أخرى من السوق الأوروبية، ثم حولتها إلى طائرات انتحارية مسيرة قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة.

 

متابعات

 

س ع


اضف تعليق