فيما تواصل واشنطن ضغوطها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كشفت تسريبات إعلامية عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم تنازل لافت لموسكو، يقضي بالاعتراف بسيطرتها على شبه جزيرة القرم، وذلك ضمن إطار اتفاق سلام شامل مع كييف.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة أن هذا الطرح يمثل "جزرة دبلوماسية" تهدف إلى دفع موسكو نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تزايد مؤشرات نفاد صبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء تعثر المفاوضات.

ووفقاً للمصادر، فإن التنازل بشأن القرم — التي ضمتها روسيا في عام 2014 إثر استفتاء لم تعترف به الدول الغربية — يعد إحدى الإشارات الأكثر وضوحاً على رغبة إدارة ترامب في تحقيق انفراجة سريعة في الملف الأوكراني.

مهلة غير رسمية

يأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات صريحة أطلقها ترامب من أن بلاده قد تنسحب من دور الوساطة خلال أيام، إذا لم تُحرز محادثات السلام تقدماً ملموساً.

وقال ترامب للصحفيين من البيت الأبيض: "إذا أقدم أحد الطرفين على جعل الأمر صعباً جداً، فسنقول ببساطة: أنتم حمقى، أنتم فظيعون، وسنتجاهل الأمر"، مضيفاً: "نأمل ألا نضطر إلى فعل ذلك، لكن القرار قد يُتخذ قريباً جداً".

وأكد ترامب أن لا مهلة زمنية محددة، لكنه شدد على ضرورة تسريع التوصل إلى اتفاق، دون أن يحمّل أي من الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين أو الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مسؤولية مباشرة عن استمرار الحرب.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من باريس أن "الساعة بدأت بالعد التنازلي"، محذراً من أن واشنطن قد تتراجع عن مسار الوساطة في حال استمرار الجمود.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن هناك بعض التقدم في المحادثات، لكنه وصف الاتصالات مع الولايات المتحدة بأنها "معقدة للغاية".

وقال بيسكوف: "الموضوع ليس سهلاً بطبيعته، روسيا منفتحة على الحوار وملتزمة بحل الصراع بما يضمن مصالحها"، مضيفاً: "نحن مستمرون في ذلك".

م.ال

اضف تعليق