أعلنت تايلاند وكمبوديا، اليوم الأحد، توصلهما إلى اتفاق مشترك لإعادة تموضع قواتهما العسكرية في منطقة حدودية متنازع عليها شهدت في الآونة الأخيرة اشتباكاً مسلحاً أسفر عن مقتل جندي كمبودي، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى تخفيف حدة التوتر وتفادي المزيد من التصعيد.
وجاء هذا الاتفاق عقب اجتماع رسمي عقده الطرفان، بعد سلسلة من الخلافات حول تمركز القوات وضبط الحدود، لا سيما في المنطقة المعروفة بـ"المثلث الزمردي"، حيث تلتقي حدود تايلاند وكمبوديا ولاوس، وهي منطقة طالما شهدت توترات متقطعة منذ عام 2008، خلّفت ما لا يقل عن 28 قتيلاً حتى اليوم.
وقالت رئيسة الوزراء التايلاندية، بيتونغتارن شيناواترا، إن المحادثات مع الجانب الكمبودي جرت "بروح إيجابية"، مؤكدة عبر منصة "إكس" أن الجانبين "اتفقا على تعديل تمركز القوات العسكرية بشكل مشترك في نقاط النزاع، للحد من أجواء المواجهة".
وأضافت، أن جولة جديدة من المحادثات ستُعقد في 14 حزيران الجاري.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الكمبودية أن الاجتماع العسكري بين البلدين أفضى إلى قرار يقضي بـ"العودة إلى المواقع المناسبة للحد من المواجهات العسكرية"، وهو ما أيده رئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين، معتبراً أن التفاهم المتبادل في هذه المرحلة "ضروري لتفادي اندلاع اشتباكات عنيفة واسعة النطاق".
ويُذكر أن كمبوديا وتايلاند تخوضان نزاعاً طويلاً حول ترسيم الحدود المشتركة، التي تمتد لأكثر من 800 كيلومتر، في ظل تعقيدات تاريخية تعود إلى فترة الاحتلال الفرنسي للهند الصينية، حيث ظلت بعض المناطق غير مرسمة بوضوح حتى اليوم.
وفي تطور لافت، أعلن رئيس الوزراء الكمبودي الحالي هون مانيت، اليوم الاثنين، أن بلاده ستتقدم بشكوى رسمية إلى محكمة العدل الدولية للنظر في الخلاف الحدودي، في خطوة من شأنها تصعيد النزاع قانونياً، وإن كانت تتم في سياق دبلوماسي.
م.ال
اضف تعليق