أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر السبت، أن إسرائيل وافقت على ما وصفه بـ"خط الانسحاب الأولي" من قطاع غزة، في إطار خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام، مشيراً إلى أن تنفيذها سيتوقف على رد حركة حماس، فيما تستعد القاهرة لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات بمشاركة وفود من الجانبين.
وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" إن "إسرائيل وافقت على خط الانسحاب الأولي الذي أطلعنا حماس عليه"، مؤكداً أنه بمجرد إعلان الحركة موافقتها سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فوراً، وتبدأ عملية تبادل الرهائن والسجناء، تمهيداً لبدء المرحلة التالية من الانسحاب. وأرفق ترامب منشوره بخريطة تُظهر الخط باللون الأصفر داخل القطاع، مبيناً أن مدينة رفح ومحور فيلادلفيا سيبقيان تحت السيطرة الإسرائيلية، إلى جانب مناطق في خزاعة وبيت حانون شمال القطاع.
وتشير الخريطة إلى أن القوات (الإسرائيلية) ستنسحب من محوري موراغ ونيتساريم، ما يفتح المجال أمام حرية التنقل بين المناطق الفلسطينية، في حال جرى تنفيذ الخطة كما هي مرسومة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة ستستضيف يوم الإثنين المقبل، السادس من أكتوبر، وفدين من (إسرائيل) وحركة حماس لبحث تفاصيل تطبيق المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية، بما في ذلك آليات تبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين.
وأكدت مصادر دبلوماسية وأمنية مصرية للاعلام الدولي، أن منتجع شرم الشيخ يُعد الموقع المرجح لانطلاق المفاوضات التي ستشارك فيها الولايات المتحدة وتركيا إلى جانب مصر، مشيرة إلى أن الجولة الجديدة تُعقد في القاهرة "بدلاً من الدوحة بسبب التوتر القائم"، وأنها ستكون "الخطوة الأولى نحو تثبيت وقف إطلاق النار الكامل".
من جانبه، قال مصدر في حركة حماس، إن بعض بنود الخطة الأمريكية "ما تزال غامضة وتحتاج إلى مزيد من النقاش عبر الوسطاء"، مضيفاً أن المقترح "غير منضبط ويحتاج إلى توضيحات إضافية بشأن التزامات إسرائيل ومصير سلاح المقاومة".
في المقابل، كشف مسؤولون إسرائيليون أن الحكومة بدأت إعداد خرائط الانسحاب وقوائم السجناء الفلسطينيين الذين قد تشملهم صفقة التبادل، مشيرين إلى أن الخطة الأمريكية تتضمن الإفراج عن نحو 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد.
ورحبت دول عربية وإسلامية، بينها مصر والأردن وتركيا والسعودية وقطر والإمارات وباكستان وإندونيسيا، بمقترح ترامب و"استجابة حماس الإيجابية"، داعية إلى "وقف فوري للقصف الإسرائيلي وبدء تنفيذ الاتفاق"، وأكد وزراء خارجيتها في بيان مشترك أن الخطة تمثل "فرصة واقعية لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية في غزة".
من جانبه، حذر ترامب حركة حماس من "أي تأخير في تنفيذ الخطة"، قائلاً: "على حماس أن تتحرك بسرعة، لن أتهاون مع أي تأخير، ولن نسمح بعودة غزة لتشكل خطراً من جديد... لننجز هذا الأمر سريعاً".
وفي وقت تستعد فيه مصر لاستضافة المفاوضات، تتواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع، إذ أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 12 شخصاً منذ صباح السبت جراء القصف الجوي والمدفعي، بينهم أربعة من منتظري الحصول على المساعدات الإنسانية قرب مدينة رفح، في حين أصيب سبعة آخرون في غارات على مخيم النصيرات وسط القطاع.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024 أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأصابت نحو 170 ألفاً آخرين، في حصيلة غير نهائية مع استمرار العمليات العسكرية.
وبينما يرى مراقبون أن خطة ترامب قد تمثل فرصة نادرة لوقف النزيف الإنساني في غزة، إلا أن الغموض المحيط بتفاصيلها، والاحتفاظ الإسرائيلي بمواقع استراتيجية داخل القطاع، يجعلان من مسارها السياسي رهيناً لموازين القوة والضغوط الإقليمية والدولية.
م.ال
اضف تعليق