يشهد العراق تصاعداً خطيراً في تداعيات أزمة الجفاف وشحّ المياه، ما أدى إلى تدهور ملحوظ في الأهوار والمسطحات المائية، التي تُعدّ جزءاً أساسياً من التنوع البيئي والتراث الطبيعي في البلاد. ويبرز هور الدلمج، الممتد بين محافظتي واسط والديوانية، كأحدث ضحايا هذه الأزمة، بعد أن تحولت مساحاته الواسعة إلى أراضٍ جافة خالية من الحياة المائية.

وتسبب جفاف الهور في تهديد مصادر رزق مئات العائلات التي تعتمد على صيد الأسماك والطيور المهاجرة كمورد معيشي رئيسي، حيث أظهرت مشاهد مصوّرة عبر طائرة مسيّرة، بتاريخ 31 تشرين الأول الماضي، اتساع التشققات وترك القوارب على اليابسة بعد اختفاء المياه.

حذر وزير البيئة هه لو العسكري من أن العراق يواجه تحديات وجودية مرتبطة بالأمن المائي والغذائي، داعياً إلى تنسيق عربي ودولي قبيل مؤتمر المناخ (كوب 30)، للدفاع عن حقوق الدول المتضررة من التغير المناخي.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن العراق يواجه واحداً من أعلى معدلات التصحر في المنطقة، فيما يتوقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أن أكثر من 7 ملايين عراقي مهددون بخسارة مصادر رزقهم بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة ومستدامة لإدارة المياه وتعزيز التعاون الإقليمي.

تُجسد مأساة هور الدلمج صورة واضحة لمستقبل مهدد، حيث تتحول الأراضي التي كانت يوماً مليئة بالحياة إلى صحراء، في مشهد ينذر بمخاطر تتجاوز البيئة لتطال المجتمع والاقتصاد والأمن الغذائي في العراق.

 

س ع


اضف تعليق