في مشهد غير مألوف في أوساط السياسة الأميركية، نشر نائب الرئيس جي دي فانس مقطع فيديو احتفاليًا بعيد الهالويين، ظهر فيه مرتديًا باروكة بنية مجعدة في إشارة ساخرة إلى "الميم" الذي لاحقه لشهور، ليحوّل موجة السخرية إلى تفاعل واسع ومدح غير متوقع.
المقطع، الذي صُوِّر داخل مقر إقامة المرصد البحري، أظهر فانس وهو يفتح الباب للأطفال ببدلة داكنة وربطة عنق حمراء قائلاً بابتسامة: "هالويين سعيد أيها الأطفال... تذكروا أن تقولوا شكراً!"، في تلميح طريف إلى الميم الشهير "أنت لم تقل شكراً"، قبل أن يدور تحت أضواء بنفسجية على أنغام موسيقى مسلسل "المنطقة الشفق".
الفيديو، الذي تجاوزت مشاهداته 14 مليون مشاهدة خلال ساعات، حقق انتشاراً هائلاً على المنصات، فيما غمرت التعليقات صفحات فانس على إكس وإنستغرام وفيسبوك، بين الإعجاب والضحك، إذ كتب أحد المتابعين: "أفضل نائب رئيس على الإطلاق"، بينما علق آخر: "جي دي فاز للتو بانتخابات 2028."
الميم الأصلي الذي ألهم هذه الخطوة وُلد بعد لقاء مشحون بين فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي، حين عدّل ناشطون صورته ليظهر بملامح مبالغ فيها وشعر أشعث.
لكن فانس، بدلًا من تجاهل السخرية، قرر تبنّيها بروح مرحة، فشارك بنفسه في المزاح الذي أطلقه خصومه.
البيت الأبيض دخل على الخط أيضاً، إذ نشر عبر حسابه على "إكس" صورًا لأزياء تنكرية سياسية ساخرة، من بينها زي "جي دي فانس" مع تعليق تهكّمي يقول: "لا يشمل الشعر المجعد لجي دي السمين." ليكمل فانس المزحة أخيراً في الهالويين بإضافة العنصر المفقود بنفسه.
المراقبون وصفوا ما فعله نائب الرئيس بأنه تحوّل ذكي للميم من أداة سخرية إلى وسيلة تعاطف جماهيري، مشيرين إلى أنه جزء من استراتيجية التواصل الرقمي لإدارة ترامب، التي تراهن على روح الدعابة والمحتوى الفيروسي في كسب قلوب الجمهور.
بهذا، أثبت فانس أن السياسة الحديثة لم تعد حكراً على المنابر والخطب، بل تمتد إلى ثقافة الإنترنت، حيث يمكن لنكتة واحدة أن تصنع شعبية عريضة في لحظة.
م.ال



اضف تعليق