شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، هي الأولى من نوعها منذ عدة أشهر، استهدفت موقعاً في الضاحية الجنوبية وأسفرت، وفق مصادر متطابقة، عن مقتل هيثم علي الطبطبائي، الذي يُعد الرجل الثاني في القيادة العسكرية لحزب الله ورئيس أركانه، إلى جانب عدد من مرافقيه وعناصر الحزب.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن العملية جاءت في إطار ما وصفته بـ"الضربة الاستباقية" ضد قيادات بارزة في حزب الله، مشيرة إلى أن الطبطبائي كان شخصية محورية في إعادة هيكلة القدرات العسكرية للحزب، وقيادة وحداته الخاصة، إضافة إلى دوره في تدريب مقاتلين في سوريا واليمن، بحسب الرواية الإسرائيلية التي اتهمته بالضلوع في هجمات استهدفت مصالح إسرائيلية وأمريكية.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بسقوط عدد من القتلى والجرحى جراء الغارة، التي استهدفت مبنى سكنياً في منطقة مكتظة، ما أثار حالة من الهلع في صفوف السكان وأعاد إلى الأذهان مشاهد التصعيد التي شهدتها الضاحية خلال سنوات سابقة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، حيث كثّفت إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة غاراتها على ما تقول إنها مواقع عسكرية تابعة لحزب الله، متهمة الحزب بمحاولة إعادة ترسيخ وجوده العسكري قرب الحدود، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل نحو عام، والذي نصّ على انسحاب مقاتلي الحزب ونزع سلاحه من المناطق الحدودية.
من جهته، نعى حزب الله الطبطبائي وعدداً من عناصره الذين قضوا في الغارة، دون أن يعلن بشكل مباشر طبيعة الرد أو توقيته، مكتفياً بالتأكيد على أن “الاعتداء لن يمر دون حساب”، في إشارة إلى احتمال دخول المواجهة بين الطرفين مرحلة أكثر خطورة.
ويرى مراقبون أن استهداف شخصية بهذا المستوى يعكس تحوّلاً في قواعد الاشتباك، ورسالة إسرائيلية واضحة مفادها أنها لن تتردد في ضرب القيادات العليا لحزب الله حتى في عمق العاصمة بيروت، ما ينذر بمرحلة جديدة من التصعيد قد تمتد تداعياتها إلى الإقليم بأسره.
وفي ظل غياب ردود دولية حاسمة حتى الآن، تبقى الأنظار متجهة إلى كيفية تعاطي حزب الله مع هذا الاغتيال، وما إذا كان سيختار الرد المحدود حفاظاً على التوازن القائم، أم أنه سيفتح باب مواجهة أوسع تهدد استقرار لبنان والمنطقة.
المصدر: cnn + وكالات
س ع



اضف تعليق