أثارت قضية الطفلة السودانية أمل، البالغة من العمر 15 عاماً، والتي تقيم في قرية كايا غرب مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، موجة واسعة من التفاعل والغضب الشعبي، وذلك عقب اعتقالها من قبل الجيش السوداني بتهمة التخابر مع قوات الدعم السريع، وفتح دعاوى جنائية ضدها تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن المؤبد.
ووفقاً لمصادر محلية، اضطرت الطفلة أمل إلى العمل في صناعة وبيع الشاي والقهوة للمساهمة في إعالة أسرتها التي تعاني أوضاعاً اقتصادية شديدة الصعوبة، نتيجة تداعيات الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي حرمت كثيراً من الأسر من مصادر دخلها الأساسية.
اتهامات جنائية خطرة ومحاذير قانونية
وأكد محامي الطفلة، عثمان صالح، أن الجهات العسكرية قيدت ضد موكلته بلاغات تحت مواد جنائية بالغة الخطورة، من بينها:
المادة 50 المتعلقة بتقويض النظام الدستوري
المادة 51 الخاصة بإثارة الحرب ضد الدولة
المادة 65 الخاصة بإنشاء أو مساعدة جماعات إرهابية
المادة 186 المتعلقة بالجرائم ضد الإنسانية
وأشار صالح إلى وجود مخالفات قانونية وإجرائية واضحة، موضحاً أن أمل قاصر يفترض أن تُحاكم وفق قانون الطفل لسنة 2010، وليس وفق القانون الجنائي الذي لا يسري على من هم دون الثامنة عشرة. كما لفت إلى أن الاتهامات استندت فقط إلى تردد عناصر من الدعم السريع على المقهى الذي تعمل فيه الطفلة، وهو أمر –بحسب قوله– لا يشكّل دليلاً قانونياً يبرر توجيه تهم بهذا الحجم.
وانتقد المحامي استجواب الطفلة بواسطة "خلية أمنية"، مؤكداً أنها جهة غير مخوّلة قانوناً بفتح البلاغات أو إجراء التحريات، وأن احتجازها حالياً داخل سجن النساء في الأبيض يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل.
الحرب تدفع الأطفال إلى سوق العمل
من جانبها، أوضحت الناشطة النسوية اعتماد الرشيد أن الحرب دفعت آلاف الأطفال إلى ترك الدراسة والدخول في سوق العمل، الأمر الذي جعل أمل "ضحية مباشرة للظروف القاسية وتبادل الاتهامات بين أطراف الصراع".
وأضافت أن الطفلة كانت تمارس عملها رغم اشتداد المواجهات في منطقتها، نتيجة حاجة أسرتها الماسة لأي مصدر دخل، وهو ما جعلها عرضة للاعتقال وشبهات التخابر.
الفقر يفاقم المأساة
وفي السياق ذاته، أكدت الاختصاصية الاجتماعية ثريا إبراهيم أن الفقر المدقع دفع العديد من الأسر إلى تشغيل فتياتها في أعمال هامشية لا تحقق دخلاً يوازي حاجاتها، مشيرة إلى أن النساء والفتيات تحملن العبء الأكبر خلال الحرب، خصوصاً اللواتي بقين في مناطق الاشتباكات ولم يتمكنّ من النزوح.
المصدر: اندبيندنت
س ع



اضف تعليق