كشفت دراسة طبية حديثة عن تزايد حالات ما يُعرف بـ«إجهاد العين الرقمي» أو متلازمة رؤية الكمبيوتر، نتيجة الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والتلفاز.
ووفقاً للدراسة، فإن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، سواء لأغراض العمل أو الترفيه، يؤدي إلى إرهاق العينين بشكل يفوق القراءة التقليدية من المطبوعات، ما قد يسبب اضطرابات في الرؤية وأعراضاً جسدية مرافقة.
وبيّنت الدراسة، نقلاً عن بيانات للجمعية الأمريكية لطب العيون، أن العين تتعرض لإجهاد أكبر عند النظر إلى الشاشات بسبب انخفاض وضوح الأحرف الرقمية وضعف التباين مقارنة بالنصوص المطبوعة، إضافة إلى تأثير الانعكاسات والوهج الضوئي.
وأشارت النتائج إلى أن عوامل أخرى، مثل الجلوس بزوايا ومسافات غير مناسبة من الشاشة، تسهم في تفاقم المشكلة، لاسيما لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات بصرية مسبقة. كما رصد الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في معدل رمش العين أثناء استخدام الشاشات، وهو ما يؤدي إلى جفاف العين وتهيجها.
وحددت الدراسة أبرز أعراض الإجهاد الرقمي، والتي تشمل تعب العينين، تشوش الرؤية، الصداع، الحساسية للضوء، إضافة إلى آلام في الرقبة والكتفين وصعوبة إعادة تركيز العينين.
وفي إطار الوقاية، أوصت الدراسة باتباع قاعدة «20-20-20»، التي تنص على النظر إلى جسم يبعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية بعد كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، إلى جانب ممارسة تمارين بصرية بسيطة، مثل تحريك العينين على شكل الرقم 8، وتمارين الرمش، والتي أثبتت فعاليتها في التخفيف من أعراض إجهاد العين الرقمي.
وخلصت الدراسة إلى أن اعتماد فترات راحة منتظمة، وتحسين وضعية الجلوس، والوعي بأهمية الرمش الطبيعي، يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحد من الآثار السلبية لاستخدام الشاشات الرقمية على صحة العين.



اضف تعليق