حذر مدير المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب نك راسموسن من أن الهزائم التي مني بها تنظيم داعش في العراق وسوريا لم تحد من التهديد العالمي الذي يشكله، معتبرا أن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل أيضا تهديدا قويا.

وقال راسموسن أمام لجنة الأمن الداخلي التابعة لمجلس الشيوخ إنه يتوقع أن يتحول تنظيم داعش بعد خسارته مواقعه على الأرض في ساحات القتال إلى حركة سرية ستستمر في شن اعتداءات حول العالم وأن يكون أيضا مصدر إلهام.

وأكد أن "لا رابط مباشرا في الواقع بين وضع تنظيم داعش في ساحة المعركة بالعراق وسوريا وقدرة المجموعة على أن تكون مصدر إلهام لاعتداءات في الخارج".

وأضاف راسموسن -الذي يدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب منذ عام 2014- أن "قدرة تنظيم داعش على الوصول عالميا بقيت في معظمها على حالها".

وخلال الأشهر الأخيرة، دعمت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عمليات عسكرية نجحت في طرد مقاتلي تنظيم داعش من معاقلهم الرئيسية في العراق بالموصل وتل عفر فيما يبدو أن موعد انتزاع الرقة السورية من قبضته اقترب، ودفع ذلك من تبقوا من عناصر التنظيم إلى وادي الفرات، حيث يتوقع أن يتم شن عملية حصار أخيرة.

غير أن راسموسن قال إن المجموعة تجند أتباعا لها حول العالم وستستمر بذلك، وهي مستعدة لشن هجمات.

"بعد 16 عاما على هزه الولايات المتحدة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لا يزال تنظيم القاعدة "منظمة قادرة على الصمود بشكل لافت"، إذ بإمكانه حتى الآن تجنيد أتباع له والحفاظ على العلاقات بين المجموعات المرتبطة به وجمع الأموال"

هزيمة ومخاطر

وأضاف أنه عند هزيمتها بشكل نهائي على أرض المعركة يتوقع خبراء أميركيون في مجال الإرهاب أن تعود إلى الشكل الذي كانت عليه في البداية كتنظيم القاعدة في العراق بين العامين 2004 و2008.

وقال إن "الانتصار على أرض المعركة في أماكن مثل الموصل والرقة هو أمر ضروري ولكنه خطوة غير كافية للتخلص من تهديد تنظيم داعش لمصالحنا"، موضحا أن الأمر سيتطلب وقتا أطول مما نرغب فيه لنتمكن من ترجمة النصر على أرض المعركة إلى خفض حقيقي للخطر".

وبحسب الخبير ذاته، فإن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل تهديدا قويا رغم طغيان تنظيم الدولة عليه.

وبعد 16 عاما على هزه الولايات المتحدة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لا يزال تنظيم القاعدة "منظمة قادرة على الصمود بشكل لافت" إذ بإمكانه حتى الآن تجنيد أتباع له والحفاظ على العلاقات بين المجموعات المرتبطة به وجمع الأموال.

وأضاف راسموسن أن المجموعتين تركزان على شن هجمات جديدة ضد قطاع الطيران في الغرب كما أثبتت المحاولة الأخيرة الفاشلة لتفجير طائرة في أستراليا.

وقال إن هذه القضية "تظهر أن الإرهابيين على علم بالإجراءات الأمنية، يراقبون ما نقوم به ويحاولون التعلم منه". وأضاف أن "ذلك يؤكد أن الأشخاص السيئين لديهم القدرة على تكييف تكتيكاتهم في محاولة للتغلب على الإجراءات الأمنية بالمطارات".

اضف تعليق