أطلقت شركة تسلا أوّل مركبات الأجرة الآلية ذاتية القيادة (روبوتاكسي) في شوارع مدينة أوستن بولاية تكساس، في حدث وُصف بأنّه بداية مرحلة جديدة في مستقبل النقل الذكي.

الحدث أُقيم على نطاق محدود، واقتصر على مؤثّرين ومستثمرين في الشركة، إذ أتاح لهم تجربة السيارات التي تعمل من دون تدخّل بشري مباشر، وإن كان بوجود مراقب يجلس في المقعد الأمامي الأيمن كإجراء احترازي.

ومن المقرّر، أن تُجرى الرحلة الرمزية الأولى في 28 يونيو، وهو تاريخ يوافق عيد ميلاد المدير التنفيذي إيلون ماسك، حيث تنطلق المركبة من مصنع تسلا إلى منزل أحد العملاء.

تشغّل تسلا، في هذه المرحلة التجريبية، أسطولاً صغيراً يضم بين 10 و20 سيارة من طراز Y، تعمل يومياً من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ولا تقبل إكراميات. الخدمة محصورة جغرافياً في منطقة محدّدة من أوستن، وتُستثنى الرحلات من وإلى المطارات، كما قد تُعلَّق في حال سوء الأحوال الجوية.

وتقول الشركة، إنّ تحديد هذا النطاق ضروري للتحقّق من نجاح التشغيل قبل التوسّع إلى مدن كبرى مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.

إطلاق الروبوتاكسي، الذي تأخّر مراراً منذ الموعد الذي وعد به ماسك عام 2020، حرك أسهم تسلا في وول ستريت، فارتفعت بنسبة 8.25 في المئة في أول جلسة تداول بعد الحدث، ما أضاف نحو 15 مليار دولار إلى القيمة الصافية لثروة ماسك.

ويرى محلّلون، منهم دان آيفز من «وِدبَش»، أنّ هذه الخطوة قد تقود الشركة إلى تقييم سوقي يتجاوز تريليوني دولار قبل نهاية 2026، إذا نجحت في توسيع الخدمة واجتياز العقبات التنظيمية.

لكن المشروع يواجه تحديات عدّة، فقد دعا مشرّعون ديمقراطيون في تكساس إلى تأجيل الإطلاق إلى حين صدور لوائح جديدة تنظم خدمات القيادة الذاتية مطلع سبتمبر المقبل، فيما نظّم نشطاء في مجال السلامة العامة مراجعات ميدانية شكّكت في قدرة النظام على التعرّف إلى بعض عناصر الطريق بدقة، بعد تجارب أظهرت اصطدام سيارة مُزوّدة بوظيفة «القيادة الذاتية الكاملة» بدمية في محاكاة لطفل.

خبراء قطاع النقل يرون أنّ الخدمة ما زالت في طور تجريبي محدود لا يمكن تعميمه بعد، وأنّ وجود مراقب بشري في السيارة يشير إلى أنّ المستوى الرابع أو الخامس من الاستقلالية لم يتحقق بالكامل. كما يُلاحظ غياب تقييم مستقل من جهات أكاديمية أو تنظيمية، مقارنةً بمشغّلين آخرين مثل «وايمو» التابعة لغوغل، التي تُسيّر أساطيل بلا سائق احتياطي في مدن أميركية عدّة.

مع ذلك، يعتقد محلّلون اقتصاديون أنّ الروبوتاكسي قد يُحدث تحوّلاً جذرياً في البنية التحتية الحضرية، ويخلق وظائف متقدّمة في مجالات صيانة الأنظمة الذكية وتحليل البيانات وأمن الشبكات، فضلاً عن أثر بيئي محتمل يتمثّل في خفض الانبعاثات، إذا ما تم الاعتماد واسع النطاق على المركبات الكهربائية الذاتية.

وبين الحماس الكبير في الأسواق والتحفّظات التنظيمية، يبقى نجاح تسلا في توسيع التجربة وتحويلها إلى خدمة تجارية منتظمة رهناً بتجاوز اختبارات السلامة، وكسب ثقة الجهات المنظِّمة والرأي العام على حدّ سواء.

م.ال

اضف تعليق