في تطور جديد للتصعيد المتواصل بين طهران وتل أبيب، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن إمكانية إرسال مبعوث أمريكي لمقابلة مسؤولين إيرانيين، مشيراً إلى أن "دعوة إخلاء العاصمة الإيرانية طهران جاءت حرصاً على سلامة السكان"، في إشارة إلى التوترات العسكرية المتزايدة بين الجانبين.

هجمات إيرانية واسعة و"الوعد الصادق 3"

من جانبه، أكد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، أن الطائرات المسيّرة الإيرانية نفذت ضربات دقيقة على أهداف استراتيجية في تل أبيب وحيفا، مشيراً إلى بدء موجة جديدة من الهجمات باستخدام أسلحة "جديدة ومتطورة" قد تتصاعد شدتها خلال الساعات المقبلة.

بدورها، أعلنت وكالة "فارس" أن إيران نفذت نحو 700 هجوم بالطائرات المسيّرة ضمن إطار عملية "الوعد الصادق 3"، التي تتضمن أيضاً هجمات صاروخية جديدة تستهدف الأراضي المحتلة.

هجوم إسرائيلي على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية

وفي ردٍّ إسرائيلي، استهدف قصف جوي مساء الإثنين مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في طهران، ما أسفر عن استشهاد 3 من موظفي الهيئة، بحسب وكالة "فارس"، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر.

وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية القصف، واعتبر الوزير عباس عراقجي، أن "الهجوم يعكس إفلاس إسرائيل"، فيما وصفه الحرس الثوري بـ"العمل الإرهابي الجبان" و"العدوان على الإعلام المقاوم".

في سياق موازٍ، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدة أشخاص في مدينة حيفا بعدما حاولوا نصب كاميرات لبث مباشر للهجمات الصاروخية المحتملة، في خرق واضح للقيود الأمنية، وتمت إحالة التحقيقات إلى جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

وتشير التقارير الإسرائيلية إلى، أن ميناء حيفا، لا سيما مصفاة "بازان" للنفط، كانت من أبرز الأهداف الإيرانية في الهجمات الأخيرة، وأسفرت الضربة عن مقتل ثلاثة أشخاص وإغلاق المنشأة.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب عمليات إسرائيلية انطلقت في 13 يونيو الجاري، استهدفت بحسب مصادر إيرانية منشآت نووية، وقادة عسكريين، وعلماء فيزياء، إضافة إلى بنى تحتية دفاعية.

وردّت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات، استهدفت وفق تصريحاتها "مواقع عسكرية وصناعية حساسة"، فيما تنفي طهران أي طابع عسكري لبرنامجها النووي.

خسائر متزايدة واستقطاب دولي

ومع استمرار تبادل الضربات، ترتفع الخسائر في الأرواح والممتلكات على جانبي النزاع، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع نحو مواجهة إقليمية أوسع.

ويراقب المجتمع الدولي التطورات بقلق بالغ، في وقت لم تصدر فيه بعد مواقف واضحة من الدول الكبرى بشأن طبيعة ومستقبل هذا التصعيد المتسارع.


م.ال

اضف تعليق