توصي الدراسات الحديثة بضرورة أن تكون وجبة الفطور غنية بالعناصر الغذائية المتوازنة، دون أن تعني بالضرورة زيادة في السعرات الحرارية، إذ يُفضّل توزيع السعرات اليومية على الوجبات الثلاث بالتساوي لضمان طاقة مستمرة خلال اليوم.
ووفقاً لخبيرة التغذية الهندية روغوتا ديويكار، فإن تخطي وجبة الفطور يُعد من الممارسات غير الصحية، لأنه يؤدي غالباً إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية لاحقاً خلال اليوم. وتشير إلى أن أفضل طريقة لبدء الصباح هي تناول فطور يحتوي على نسبة عالية من الفواكه الغنية بالألياف والفيتامينات.
وفيما يُعد كل من الموز والأفوكادو خيارين شائعين على موائد الإفطار، تختلف فوائدهما الغذائية باختلاف مكوناتهما.
القيمة الغذائية للأفوكادو والموز
بحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية (USDA)، يحتوي كل 100 غرام من الأفوكادو على نحو 160 سعرة حرارية، وقرابة 15 غراماً من الدهون الكلية معظمها من الدهون الأحادية غير المشبعة، إضافة إلى 6.7 غراماً من الألياف الغذائية و485 مليغراماً من البوتاسيوم.
أما الموز، فيحتوي كل 100 غرام منه على 89 سعرة حرارية، و22.8 غراماً من الكربوهيدرات، و2.6 غراماً من الألياف، إلى جانب 358 مليغراماً من البوتاسيوم، ويُعدّ غنياً بفيتامين B6 الذي يسهم في إنتاج السيروتونين، ما يساعد في تحسين المزاج والنوم وتعزيز الوظائف الإدراكية.
الطاقة والإشباع
ويُوصف الأفوكادو بأنه فاكهة متوسطة الكثافة في الطاقة، تتكوّن بنسبة 80% من الماء والألياف، ما يقلل محتواه من السكر مقارنة بالفواكه الأخرى.
كما يحتوي على فيتامينات E وK والمغنيسيوم ودهون صحية تُسهم في تحسين مظهر البشرة ودعم صحة القلب.
في المقابل، يُعد الموز مصدر طاقة سريعاً بفضل محتواه من السكريات الطبيعية (الغلوكوز والفركتوز والسكروز)، مما يجعله مثالياً قبل ممارسة التمارين الرياضية أو كوجبة صباحية خفيفة.
كما يتميز بمؤشر سكري منخفض إلى متوسط، ما يجعله مناسباً لتنظيم مستويات السكر في الدم.
إدارة الوزن وصحة الجهاز الهضمي
وتشير الدراسات إلى أن تناول الأفوكادو يساعد على الإحساس بالشبع لفترة أطول، بفضل مزيجه من الدهون المفيدة والألياف، فيما يُهضم الموز بسرعة أكبر، ما يجعله خياراً عملياً لمن يحتاج طاقة فورية.
ويحتوي كلا الفاكهتين على ألياف غذائية تدعم صحة الجهاز الهضمي، غير أن الموز يتميز بوجود النشا المقاوم – خصوصاً عندما يكون غير ناضج تماماً – والذي يعزز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
الخيار الأمثل للفطور
ويرى خبراء التغذية أن الموز هو الخيار الأفضل لمن يبحث عن دفعة سريعة من الطاقة في الصباح، بينما يُنصح بتناول الأفوكادو لمن يرغب في الشعور بالشبع والطاقة المتوازنة طوال اليوم.
أما الخيار المثالي، فيتمثل في الجمع بين الفاكهتين، عبر تناول شرائح الموز على خبز محمّص مغطى بهريس الأفوكادو وبذور الشيا، أو مزجهما في عصير مغذٍ مع الزبادي والشوفان والعسل، لتكوين وجبة فطور متكاملة تمنح الجسم الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الضرورية.
ويُجمع الخبراء على أن هذا المزيج الصباحي يدعم صحة القلب والمخ والجهاز الهضمي، ويُبقي مستويات الطاقة مستقرة طوال اليوم، ليكون بذلك خياراً صحياً ولذيذاً لمن يسعون إلى نمط حياة متوازن.
م.ال



اضف تعليق