تشهد الحدود بين الهند وباكستان تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، في أحدث موجة من التوترات المتفجرة في منطقة كشمير المتنازع عليها، وذلك عقب تبادل غارات جوية وهجمات بطائرات مسيّرة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وإغلاق مؤقت لعدد من المطارات في باكستان.

وأكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الليفتانت جنرال أحمد شريف، أن طائرة مسيّرة هندية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مدينة لاهور الليلة الماضية، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود.

وأشار إلى أن الدفاعات الجوية الباكستانية أسقطت 12 طائرة مسيّرة هندية في مواقع مختلفة داخل المجال الجوي للبلاد.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الهندية الأخيرة إلى 32 قتيلاً، من بينهم مدني قضى في إقليم السند نتيجة سقوط حطام طائرة مسيّرة، بالإضافة إلى إصابة آخرين في مواقع متفرقة.

وقال المتحدث العسكري الباكستاني إن "الهجمات الهندية تمثّل استفزازاً خطيراً في منطقة شديدة الهشاشة، وتهدد أمن المنطقة برمتها"، مؤكداً أن القوات المسلحة الباكستانية في حالة تأهب قصوى.

على إثر ذلك، علّقت السلطات الباكستانية العمليات في أربعة مطارات رئيسية تشمل إسلام آباد، كراتشي، لاهور، وسيالكوت حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش)، قبل أن تعلن هيئة الطيران المدني لاحقاً إعادة فتح اثنين من المطارات الثلاثة الرئيسية، بعد إغلاق مؤقت "لأسباب عملياتية".

في المقابل، قال وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، إن بلاده "سترد بحزم" على أي هجوم تشنه باكستان، مؤكداً أن الرد الهندي كان "محدداً ومدروساً"، وأن نيودلهي لا تسعى إلى التصعيد، لكنها لن تتهاون في الدفاع عن أراضيها.

وأشارت وزارة الدفاع الهندية إلى أن باكستان "حاولت استهداف عدد من الأهداف العسكرية باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ"، مؤكدة أن دفاعاتها الجوية "نجحت في تحييد التهديد".

وأضافت الوزارة أن "القوات المسلحة الهندية ردّت صباح اليوم بتدمير رادارات وأنظمة دفاع جوي في مناطق مختلفة داخل الأراضي الباكستانية".

ويأتي هذا التصعيد وسط مخاوف إقليمية ودولية من انزلاق البلدين النوويين نحو مواجهة مفتوحة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجارتين توتراً مستمراً منذ عقود بسبب النزاع على إقليم كشمير.


م.ال

اضف تعليق